هي مدرسة....
اذا أعددتها..... اعددت شعبا طيب الأعراق.
وراء كل رجل عظيم ...إمرأة
ووراء كل مجتمع فاضل.... نساء
ووراء كل مشكلة بين جارين .... نسوة!
إعداد الأم وهي طفلة... صبية.... فتاة.. ثم نشيء، والإعداد منه ان نحسن تربيتها، تهذيبها، تدريبها، تهيتها للغد... عندما تصير أم.. فهي نواة الأسرة ومحورها. صدرها رحب حين تطمئن الى الولي، ولي الأمر، وعقلها متفتح حين تمنح كينونتها. واذا ما ضاق الأفق بتصرفات رب الأسرة، التصرفات السلبية، ضاق صدرها، وتقدم الشحوب على الحسن والجمال في وجهها، لكنها تخفيه خلف الابتسامة، ابتسامة الأمل، وابتسامة التفاؤل بالحياة.
هكذا هي الأم، أمي... وأمكم... وأم أمهاتهن.
اليست الجنة تحت أقدام الأمهات. أقدامهن جميعا. من أراد النجاح في الدنيا.. فلينل رضاها، ومن أراد الفلاح في الدنيا فلينل رضاها أيضا. دعاء الأم من ينابيع الصدق الدفاقة، ورضاؤها من رضا السموات السبع، والأرض السبع!
كل الكائنات تتدفأ في صدور الأم وهي صغيرة، وعندما تكبر يغادر الكثير منها هذا الصدر بفعل الفطرة والطبيعة الى غير رجعة، ينطلق في حياة حافلة بالعمل، وبعض الكائنات ترتبط بالأم برباط أسري لا ينفصم، تكتل أسري أهم ركناه الأم، الزوجة، ويظل ركن الأم الأعلى.
21 مارس يوم الأم، يوم واحد في العام نحتفي به لنعبر عن الحب والتقدير للأم، عيدك مبارك يا أمي....ويا للبخل اذ هو يوم واحد من بين أيام السنة نخصصه لك يا أمي لأننا لم نجد متسعا من الوقت لنمنحك إياه من بين تلك الأوقات التي نقضيها متسكعين في الأزقة، أو منزوين في احدى زوايا المقهى نحتسي أكواب الشاي.
الذين حددوا يوم واحد للاحتفاء به عيدا للأم ربما كانوا على حق لأن لقاءهم بها يكون يوما واحدا في العام وبعد تدوينه في مفكرة المهمات، وهو ربما بدعة من وجهة نظر الذين يعيشون بين أكناف امهاتهم، يشعون المكان من حولها نورا، ويزرعون البهجة والمرح في نفسها، ويخفضون لها جناح الذل والرحمة، فكل يوم هو عيد لها ولهم.
هي شمعة تحترق لتضيء لنا معالم الطريق، طريق الحياة الحافل بالعمل والأمل والرجاء، وهي نصف المجتمع، بل المجتمع كله.
الأم الأرترية ليست ككل الأمهات، فهي يد تربي الأجيال، ويد تزرع الأرض وتفلحها. يد تحارب وتقاتل، ويد تبني وتعمر، وهي تنتعل (الشدة) وتفترش الأرض وتلتحف السماء. نضارة وجهها الطبيعي تنفي أية صلة لها بالمساحيق، إقدامها يثبت فجر كل يوم جديد تشبثها بالأرض ودفاعها عن العرض، فهي تزود عن الكبرياء، كبرياء الوطن والمواطن.
مازالت الأم الأرترية تحمل السلاح، تتفحص الغرباء في الوطن، فهي تعرف بأنهم ليسوا منا، وليسوا كمثلنا في شيء، والغريب شيطان يجب طرده بعيدا حتى لا يفسد الديار. أمي غرست فينا بذور الحب، حب الله، وحب الوطن والناس أجمعين، وعلمتنا أن ندافع عن القيم والأخلاق الحميدة.